فنون المذاكرة والاستعداد للاختبار ومواجهة القلق

فنون المذاكرة والاستعداد للاختبار ومواجهة القلق

بقلم: محمد كمال

مرشد نفسي وتربوي

ذات مرة كنت ألقي محاضرة لطلاب إحدى مدارس المرحلة المتوسطة، عن كيفية الاستعداد للامتحانات، وبدأنا في النقاش حول طرق المذاكرة، وفي البداية بدأت أسمع منهم لأقف على مدى استخدامهم للأساليب الفعالة في المذاكرة، ولكن وجدت أغلبهم لا يجيد طريقة المذاكرة الفعالة، مما دفعني ذلك إلى كتابة هذه المقالة البسيطة عن طرق المذاكرة وكيفية الاستعداد للامتحان والتغلب على قلق الاختبار.

(1) طريقة المذاكرة:

أولا: التهيئة المكانية: وهي المذاكرة في المكان المخصص للمذاكرة ويكون بعيدا عن المشتتات وألا يكون بها سرير، وأن تكون الإضاءة مناسبة.

ثانيا: التهيئة النفسية: أن تحفز نفسك وتتذكر الهدف الذي تسعى إليه وهو التفوق والتميز.

ثالثا: تقنية برومودورو Promodoro:

هي كلمة إيطالية بمعنى حبة الطماطم، وهي تستخدم كفترة زمنية يلزم فيها التركيز أثناء المذاكرة والابتعاد عن أي مشتتات لمدة 25 دقيقة وبعدها يقوم الفرد بممارسة نشاط محبب لديه لمدة تتراوح بين 3 – 5 دقائق على أن يعود مرة أخرى للتركيز لمدة 25 دقيقة، وهكذا. ولقد وجد أنه خلال هذه المدة (25 دقيقة) يستطيع المخ أن يركز تركيزا تاما إذا ما غابت المشتتات.

رابعا: تقنيات المذاكرة والاسترجاع:

1- اقرأ المادة وذاكرها. (اقرأ بصوت عال، ويكون معك Highlighter تظلل به النقاط المهمة، وتعيد تكراراها، وانتبه: لا تكثر من وضع الـHighlighter على المعلومات حتى لا يفقدها معناها).

2- ضع أسئلة على ما قرأته.

3- إن استطعت أن تكون خرائط مفاهيم لتسهيل المعلومات، فهذا أفضل.

4- اغلق الكتاب واسترجع ما قرأته (لا تسترجع المعلومات والكتاب أمامك، بل استدع المعلومات وأنت في مكان غير المكان الذي تذاكر فيه). وفائدة ذلك أنه يمكنك من تقييم دقتك في المذاكرة وفي نفس الوقت يساعدك على إتقان ما تمت مذاكرته. كما يمكنك أن تجري استدعاء المعلومات وأنت خارج المنزل مثلا لتتأكد من قدرتك على استدعاء المعلومات في أي وقت كان، وهذا يزيد من فرص تثبيت المعلومات في ذاكرة المدى الطويل وسهولة استرجاعها. ولا تخدع نفسك بتكرار استدعاء المعلومات البسيطة، وتترك باقي المعلومات التي تمت مذاكرتها.

5- درب نفسك على اختبار قصير، وذلك من خلال الأسئلة التي كتبتها، وقيم نفسك. وفي حال أنك أخطأت في نقطة معينة، ارجع إلى الكتاب وذاكرها مرة أخرى.

ويفضل أن تكون الاختبارات القصيرة في مكان غير مكان المذاكرة، ولذلك فالاختبارات القصيرة في المدرسة مهمة جدا بالنسبة لك.

الاختبارات القصيرة مهمة في أنها تجعلك تجري معالجة وإصلاح لمناطق الخلل لديك، وتمكنك من إتقان المادة بصورة أكبر.

6- إياك أن تبدأ في حل الأسئلة أو تناول الاختبارات القصيرة قبل أن تتأكد من أنك ذاكرت جيدا وأتقنت حفظ واسترجاع المعلومات، حتى لا تجد نفسك وقعت ضحية أخطاء كثيرة مما يشعرك ذلك بالإحباط.

7- إياك أن تقع في فخ التسويف، سأذاكر لا حقا، إلى أن تجد أن الوقت قد فاتك.

وهم الإتقان:

قد تتخيل أنك تتقن مذاكرة مادة ما مثل العلوم، وأنك مستعد جيدا لأي اختبار ولكن عند أول سؤال تجد نفسك لا تعرف الإجابة، وإذا ذكرك أحد بكلمة مفتاحية للإجابة تجد نفسك تجيب ولكن ليس بالدرجة المطلوبة.

انتبه: قد يرى الطالب أنه بتكرار المذاكرة يكون بذلك قد أتقن المادة التي يذاكرها، إلا أن ذلك في الحقيقة هي خدعة يقع فيها الطالب، ويرى عالم النفس جيفري Jeffery Karpicke أن هذه التقنية أقل فاعلية بل وربما تكون خادعة ولذلك فإن الاستدعاء ومحاولة تذكر المعلومة هو السبيل الأنجع من أجل التغلب على النسيان.

كيف تتغلب على ذلك؟ التدريب على الاختبارات القصيرة.

(2) كيفية الاستعداد للاختبار:

1- عند استلام جدول الامتحان قم بترتيب المواد ترتيبا تنازليا حسب جدول الامتحان، مع إعطاء كل مادة وقتها المستحق، فلا تعطي مادة وقتا أطول مما تستحق مما يؤثر ذلك على المواد الأخرى.

2- ليلة الامتحان: ولأجل مراجعة فعالة في هذه الليلة نسوق لك النصائح التالية:

- تقسيم الوقت: قم بتقسيم اليوم إلى ساعات للمذاكرة والاسترجاع وحل الأسئلة.

- طريقة المذاكرة: وذلك عن طريق المسح واستخدام تقنيات الاسترجاع وحل الأسئلة.

- النوم مبكرا.

- الاستيقاظ مبكرا.

- تناول وجبة الإفطار.

3- أثناء الامتحان:

- اقرأ ورقة الأسئلة ولا تحاول تذكر الإجابات.

- ابدأ بالسؤال الأسهل لك.

- ليكن خطك واضحا.

- راقب الوقت باستخدام الساعة.

- راجع إجابتك.

(3) كيفية التغلب على قلق الاختبار:

الخوف من الامتحان شيء طبيعي ولكن إذا زاد عن حده فهو غير طبيعي مثل: النوم كثيرا، الشعور بخفقان شديد في القلب، ألم في البطن، وللتغلب على قلق الاختبار نسوق لك النصائح التالية:

1- حدث نفسك بعبارات إيجابية، مثل: أنا ذاكرت جيدا، أنا أتقنت المادة، أنا قادر على الإجابة على الأسئلة، أنا أسعى إلى التميز، وابتعد عن العبارات السلبية مثل الامتحان ممكن يكون صعب، ممكن أرسب.

2- تمرين التنفس وتمرين الاسترخاء: وهذان التمرينان يخففان من التوتر والقلق.

3- ابتعد عن المحبطين والمتشائمين: فلا تتحدث مع من يقول أن المادة صعبة، أو أنه يتوقع أن يكون الامتحان صعبا وغيرها من العبارات التشاؤمية المثبطة.